للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (١٤).

هذا جزاء المؤمنين الأبرار الذين آمنوا فطهروا قلوبهم وعقولهم من رجس الوثنية، وأزالوا ضلال الناس في أنفسهم، وفي الاعتماد على غير اللَّه تعالى، (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)، أي عملوا كل ما فيه خير للناس، وخير لأنفسهم، وسلامة اعتقادهم وطاعتهم في عبادتهم، وإن اللَّه تعالى يسكنهم جنات فيها نعيم دائم مقيم، يلتقي فيها نعيم الجسم بسرور النفس، فالإقامة دائمة في ريحان الجنة، والأنهار تجري من تحت الأشجار فيكون متعة النظر، وراحة البصر، وإن هذه إرادة اللَّه تعالى، وقد أكد سبحانه هذه الإرادة، بقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) أكد سبحانه وتعالى أنه سبحانه فاعل مختار لَا تصدر عنه الأشياء صدور العِلَّة عن معلولها، ولا السبب عن سببه، كما ضل الفلاسفة وغيرهم ممن اتبعهم، وقد أكد سبحانه القول بتأكيدات ثلاثة، أولها: " إنَّ "، وثانيها: لفظ الجلالة الذي يتضمن الوصف بكل كمال، وثالثها: التعبير بالمضارع الذي يدل على أنه سبحانه فعل ما أراد، ويفعل دائما ما يريد.

<<  <  ج: ص:  >  >>