للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإهراع الإسراع في رعدة، وقد جاءوا بهذا الإسراع في رعدة الشهوة الجامحة الفاسدة، ولا يستعمل " يهرع " إلا بالبناء للمجهول، جاءوا مسرعين مهتزين مرتعدين من شدة الفاحشة التي لم يسبقهم بها أحد من العالمين، وهم معروفون عند نبي اللَّه لوط عليه السلام بهذه الفاحشة، ولذا قال تعالى: (وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ) أي كانوا مستمرين من قبل على عمل السيئات التي تسيء الإنسانية في ذاتها، وتسيئهم وتسيء مجتمعهم، فأدرك لوط ماذا يريدون، وعرض بناته عليهم ليزوجوهن بدل الاسترسال في هذه الفاحشة التي لَا يرضاها الحيوان لفطرته، ويظهر أنه ألح في العرض وألحوا بالرد وتكاثروا بالفساد فقال (أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رشِيدٌ) بعد أن لجأ إلى مروءتهم إن كان عند مثل هذا الصنف من الناس مروءة أو بقية من إنسانية فقال: (وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي).

قالوا مصرين على سوئهم وقبح فحشهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>