للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٣٧)

والإشارة هنا للقرآن الذي يتلى عليهم، وتخيرهم عباراته وتعجزهم بلاغته وفصاحة كلماته.

وقوله (أَن يُفْتَرَى) المصدر من (أن وما بعدها) خبر (كَانَ)، أي وما كان هذا القرآن افتراء من دون اللَّه، أي من عند غير اللَّه سبحانه، وعبر بالفعل دون المصدر لتصوير قبح أن يصنع اصطناعا من عند غير اللَّه، وبيان أن ذلك غير متصور وقوله تعالى: (ووَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللَّهِ) معناه: ما استقام وما ينبغي أن يكون هذا القرآن افتراء من دون اللَّه تعالى؛ لأنه أعجز العرب عن أن يأتوا بمثله، ولأنه اشتمل على علوم ما كان لهذا الأُميّ الذي لَا يقرأ ولا يكتب أن يعلمها، ولأنه اشتمل على شرائع فيها مصلحة الدنيا والآخرة، ولأنه اشتمل على قصص الأمم، كما قال على - كرم اللَّه وجهه - فيما رواه عنه الحارث الأعور " فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وفصل ما بينكم " (١) معنى هذا: أن هذا القرآن بذاته ينفي أن يكون مفترى، والقرآن صادق من شهادة غيره بعد أن أثبت أن معجزته ذاتية فيقول تعالى: (وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْن يَدَيْهِ)، أي الكتب التي سبقته، وعبر بأنها (بيْنَ يَدَيْهِ) للإشارة إلى أنها حاضرة شاهدة بصدقه.


(١) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>