للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٤٠)

نفى وجود ما يسمونه آلهة، فهي في حقيقة أمرها لَا وجود لها وجودا حقيقيا، فضلا عن أن تكون آلهة معبودة وذلك حق؛ لأن قدماء المصريين كانوا يفرضون آلهة للزرع، وآلهة تتوالد، وتتقاتل، كلها فروض لَا وجود لها فهي أسماء سموها وعبدوها، وتتابعت أجيالهم على عبادة ليست إلا أسماء سماها أبوهم، وتبعوهم تبعية الوهم للوهم ما كان لها وجود (مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ)، أي حجة تسوغ عبادتها، وإن الحكم والسلطان، والقدرة القاهرة ليست إلا للَّه خالق كل شيء (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ)، وهو الجدير بالسطان وحده (أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) وقد أمر ألا تعبدوا غيره، (ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)، أي الدين القويم الذي مع العقل والإدراك السليم، (وَلَكنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمونَ)، أي ليس لهم علم بالحقائق، بل تسيطر عليهم الأوهام الباطلة، التي تخدع العقول فلا تعلم، والمصريون القدماء كانوا خاضعين للأوهام، ولا تزال بقية منهم خاضعة للأوهام، وهم الذين لم يدخلوا في دين التوحيد دين اللَّه القيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>