للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (١٠٦)

(أَكْثَرُهُم)، أي أكثر الناس، وما المراد بالناس هنا؟ أراد بهم العرب قبل ظهور الإسلام أم الناس أجمعون؟ لَا مانع من إرادة أحد العرضين أو إرادتهما معا بمعنى شمول الكلمة لكل ما تدل عليه من ناس عرب وعجم.

على الفرض الأول يكون في هذا النص السامي بيان حقيقة تاريخية تومئ إلى حكمة بعث النبي صلى اللَّه تعالى عليه وسلم في العرب ابتداء، وعموم دعوته من بين صفوفهم من بعد (. . . اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ. . .)، ذلك أن العرب من شعوب الأرض كانوا يعلمون اللَّه، ويؤمنون بأنه الخالق لكل شيء وأنه واحد في ذاته وصفاته، ولكنهم مع ذلك يعبدون الأوثان مع اللَّه سبحانه وتعالى، وكانوا في تلبيتهم في الحج، يجمعون بين الإيمان باللَّه الواحد الأحد

<<  <  ج: ص:  >  >>