بعد أن بين سبحانه أن شهادته كافية لصدق الرسول، وصحة معجزته في الدلالة على نبوته، أشار سبحانه إلى أنه قد قام الدليل، وما بقي إلا أن يسير المهتدي فى ضوئه، ويتردى الضال في مهواة الضلالة (وَمن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ).
(الواو) عاطفة جملة على جملة، كانت الأولى بمثابة مقدمة الدليل للثانية، ومعنى (وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ)، أي من اهتدى بنور الحق، وسار في طريقه، فهو المهتد حقا وصدقا وهو البالغ الكمال في الهداية، والآخذ بالرشاد، والسالك طريق النجاة، وقد عبر عن هداية المهتدي بقوله تعالى:(وَمَن يَهْدِ اللَّهُ)، أي من سلك سبيل الحق مستقيما فإن اللَّه يهديه، فهداية الله تعالى ليس معناها الإجبار على الهداية، وإلا ما كان الجزاء الوفاق، فإنه لَا جزاء إلا مع الاختيار، وإن المهتدي يكون مختارًا في ابتداء السير، ثم أخذه في النهاية إلى الطريق الموصل للغاية بلطف اللَّه تعالى وتوفيقه، ثم قال سبحانه:(وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ) الإضلال ليس معناه الإجبار على الضلال، وإلا ما ساغ العقاب بعد