(إِنَّ صَلَاتِي) أي دعائي وضراعتي، وعباداتي، ومنها الصلاة المفروضة، والنفل والتهجد لله وحده ليس لأحد فيها شركة أو نصيب، بل هي لله وحده لَا شريك له (وَنُسُكِي) النسك العبادة، والنسك أيضا جمع نسيكة، وهي الذبيحة في أضحية أو حج أو عمرة، قال بعض المفسرين: إنها هنا بمعنى العبادة، فيكون الكلام من عطف العام على الخاص، وتكون كلمة الصلاة المقصودة؛ الصلاة: فرضها ونفعلها، والتهجد بها، وخصت بالذكر، لأنها عمود الدين ولبه، ولا دين من غير صلاة.
وفسر ابن كثير النسك هنا بالذبائح في الأضحى، والعمرة والحج، ذلك أن العرب كانوا يشركون ويدَّعون أنهم على ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ويهلون لغير الله، فبين لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بأمر الله تعالى له بالبيان بأن يذكر أن ملة إبراهيم كانت دينا قيما يعبد الله وحده، ويذبح مهلا لله تعالى وحده، وروي ذكر اسم الله تعالى في ذبيحة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فروي عن ابنِ عباسٍ عن جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحى بكبشين، وقال حين ذبحهما:(إِنِّي وجَّهْتُ وجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(١).
(١) رواه ابن ماجه: الأضاحي - أضاحي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٣١٢١) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْد الله. كما رواه الترمذي وأبو داود وأحمد.