للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ... (١٦١)

* * *

أمر الله تعالى نبيه أن يبين أنه يسلك الخط المستقيم الذي هو الدين القيم، وأنه ملة إبراهيم (قُلْ) يا محمد أيها النبي الأُميّ العربي (إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّى إِلَى صِرَاطٍ مسْتَقِيم).

كان ذلك الأمر للنبي - صلى الله عليه وسلم - ليخاطب به العرب مخبرا عن نفسه الكريمة، وعمن اتبعه من المؤمنين - هداني ربي الذي خلقني، وربَّني وقام على كل ما أقوم عليه، فهو القوام على كل نفس، والقائم على كل شيء، فوصف الربوبية في هذا المقام للدلالة على أن الهداية منسوبة إلى الخالق المكوِّن، فهي هداية حق لَا ضلال فيها، ولا أوهام ولا أهواء عند الله سبحانه وتعالى، وقد أكد أن الهداية من رب الوجود بـ (إن)، والهداية كانت إلى دين اتصف بأمور ثلاثة.

أولها - أنه صراط مستقيم، أي طريق مستقيم موصل إلى الحق الذي لا ريب فيه من غير التواء ولا اعوجاج، فليس فيه تعقيد بل إنه الفطرة المستقيية، فطرة الله التي فطر الناس عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>