للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(قَالَ رَبّ أَنَّى يَكُون لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ).

(أَنَّى) هنا بمعنى " كيف "، فهو يعجب من الحال، ولا يصح أن تكون بمعنى " من أين؟ لأن الله سبحانه وتعالى أخبر أنه سيعطيه الولد، فلا يليق أن يسأل من أين، إنما العجب من حال العطاء مع حاله هو وامرأته؛ ولذا كانت الجملة من بعد ذلك جملة حالية صُدِّرت بواو الحال، فقال: (وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ) كان وجه العجب من ناحيتين: الناحية الأولى: أنه شيخ فانٍ قد أصابه الكبر بما فيه من ضعف، والثانية أن امرأته عاقر لَا تلد، والعقر يوصف به الرجل والمرأة، فيقال رجل عاقر، وامرأة عاقر أي بينة العقر، والعقر مصدر عَقَرَ يعقر عُقْرا ويظهر أن امرأته مع شيخوختها كانت عقيما لَا تلد، فكان العجب إذن من ثلاث نواح: شيخوختهما، وعقرها. وقد عبر عن شيخوخته بقوله: (وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ) ولم

<<  <  ج: ص:  >  >>