للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مبِينٌ).

إن قصص القرآن ليس فيه تكرار إنما فيه بيان العبرة، وتساق القصة أو جزء منها في موضع العبرة فيها، وإذا كان فيه تكرار فهو ليس في الأخبار إنما هو في موضع الاعتبار.

وموضع الاعتبار هنا أن قوم نوح يحاربونه بما حارب الملأ من قريش محمدا - صلى الله عليه وسلم -، ودعوة نوح هي دعوة محمد الخالدة، وهي دعوة النبيين من قبل، وهي الحقيقة الأزلية، هي عبادة اللَّه تعالى وحده لَا شريك له.

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ) الذين يألفهم ويألفونه ويعرفون مقامه فيهم، ونسبه منهم، وقد ناداه نداء الحدب عليهم المحب المنذر لهم، مبينا مغزى رسالته (إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبينٌ) وهذا معنى أرسلنا والغاية من الرسالة، وهذا مشابه لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما قال لقومه عندما أبلغهم برسالته: " أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم "، قالوا: ما عهدنا عليك كذبا، قال: " إني لنذير لكم بين يدي عذاب شديد " (١).

(أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (٢٦)


(١) رواه البخاريْ تفير القرآن - (وأنذر عشيرتك) (٤٧٧٠)، وأطرافه في البخاري ستة، بنحو من هذا، كما رواه مسلم: الإيمان - (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (٢٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>