(يَا قَوْمِ) نادى بالرابطة التي تربطه بهم، وهي أنهم قوم الذين يستنصرهم، ويعتز بصلتهم ويريد الخير لهم، ويجب كل كمال لهم:(اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) والجملة الأولى دعوة إلى عبادته لأنه خالق الكون ومنشئ الوجود، والجملة الثانية تدل على انفراده وحده بالألوهية، فهي نفي وإثبات؛ نفي أن يكون لهم إله غير الله، ولذا قال:(مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)، أي ليس لكم من إله غيره سبحانه، و " من " لاستغراق النفي، والمعنى: ليس لكم أي إله يعبد غيره، لأنه الخالق، ولأنه ليس كمثله شيء في ذاته أو صفاته، فهو المعبود وحده.
وقد حذرهم من عصيان الله تعالى، والكفر به، وعبادة غيره، فقال:(إِنِي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوم عَظِيم) وفي هذا يظهر عطفه عليهم داعما دعوته بخشية ما ينزل بهم، ومع ذلك هو تهديد لهم بعاقبة إنكارهم. وقد أكد خوفه عليهم بكل مؤكدات القول، بـ " إن "، وبقوله (عَلَيْكُمْ)، وتنكير العذاب، و (عَظِيم)، وأنه لا يدرك جهته، ولا تدرك المشاعر الآن حقيقته. هذه هي الدعوة إلى التوحيد والترغيب فيها، والترهيب من عصيانها؛ فبماذا أجاب قومه؟.
قال الملأ من قومه، أي قال الكبراء والرؤساء والأشراف من قومه مستنكرين مستهترين: إنا نراك في ضلال مبين، وكذلك نجد الكبراء في كل قرية أكابر