(لَوْلَا) هنا للتخصيص، أي أنها في ظاهرها لحضهم النبي - صلى الله عليه وسلم - على طلب الملَك، وجاء بالبناء للمجهول؛ ليكون الطلب لمن أرسل الرسول، وأنهم يعلقون الإجابة على إنزال الملك، والحقيقة أنهم يتعنتون، والنص القرآني يفيد أنه وجد منهم من طلب ذلك فعلا، وأسند القول إلى المشركين؛ لأن التعنت في الصورة الشاملة لهم فما يصدر عن بعضهم تعنتا، إنما يصدر في المعنى عن جمعهم؛ لأن الباعث واحد.
ويروى محمد بن إسحاق فيقول:(دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قومه إلى الإسلام وكلمهم فأبلغ إليهم فقال زمعة بن الأسود بن المطلب، والنضر بن الحارث بن كلدة، وعبد بن عبد يغوث، وأُبي بن خلف بن وهب، والعاص بن وائل بن هشام: لو جعل معك يا محمد مَلَك يحدث عنك الناس؛ ويُرى معك).