(ثُمَّ) التي للتراخي لبعد الزمان وبعد المكان، وللانتقال من قوم متشابهين إلى غيرهم، ذكر اللَّه تعالى رسالة موسى وهارون؛ لأن الله تعالى استجاب لموسى عندما دعا ربه أن يجعل له وزيرا من أهله، هارون، وقد خاطبا معا فرعون ذا الأوتاد عندما لقياه.
أرسلهما اللَّه تعالى بآياته، وقد بلغت تسعا، (وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ) أي بحجة باهرة، فالسلطان في لغة القرآن يطلق على الحجة؛ ولأن الحجة سلطان الداعي وقوته، ولا قوة لمن لَا حجة له ولو كان فرعون، ووصف اللَّه تعالى السلطان بأنه (مّبِينٍ)، أي واضح بين من حيث الحجية؛ إذ إنه غير قابل للنقض، ومعلوم معروف؛ لأنه غير قابل للإنكار.
وقد ذكر الله تعالى من أرسل إليه موسى وأخاه هارون فقال: