للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (٩٢) الاستفهام إنكاري لإنكار الواقع، وفيه تهكم بهم وبغرورهم، والمعنى ليس رهطي أعز عليكم من اللَّه، وإن زعمتم ذلك فأنتم في غرور، وانخداع بأنفسكم، وقوله تعالى: (وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا) أي نسيتم اللَّه ذا العزة والجلال، وحسبتم أن رهطي أعز عليكم من اللَّه، وجعلتم رب العزة والجلالة وراءكم ظهريا وهذا تعبير لمن يطرح الأمر الجدير بالاعتبار وراء تفكيره، فشبه فعله بفعل من يرمي الأمر وراء ظهره، بحيث لَا يراه، وقد هددهم بأن الله مانعه بقوله: (إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) أي عالم علم إحاطة وشمول لَا يخفى عليه شيء من أفعالكم، وما تريدون برسوله إليكم، وإنه لمحيط بكم، وعبر بـ ربي للإشارة بأنه حاميه منهم، لأنه هو الذي أنشأه وربَّه ويحميه ويحرسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>