للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٢٤)

المثل هو الحال والشأن، الفريقان فريق من ضل وغوى فكان في السعير، ومن آمن واهتدى وعمل صالحا واطمأن إلى حكم ربه فكان في الجنة، فجعل فريق الغواية كالأعمى الذي لَا يبصر والأصم الذي لَا يسمع، وفريق الهداية كالبصير الذي أوتي حدة في البصر حتى كان بصيرا يرى الأشياء والحقائق، والسميع الذي أرهف سمعه حتى صار يسمع دبيب النمل.

(هَلْ يَسْتَوِيَانِ)؟ هذا استفهام إنكاري بمعنى إنكار الوقوع، أي لَا يستويان مثلا أي حالا وشأنا، بل يفترقان ويكونان بما يتفق مع حال كل منهما، فالأعمى الذي لَا يرى حتى يعرف الطريق، والأصم الذي لَا يسمع الهادي الذي يرشده فهو يتردى في المهاوي غير رشيد ولا مسترشد، والبصير الذي يرى أعلام سبيل الله تعالى وهو السميع الذي يسمع المرشد الهادي إلى سواء السبيل لَا بد أن يسلك الطريق الأقوم، فلا يستويان في الابتداء والانتهاء، ففريق في الجنة، وفريق في السعير.

والتشبيه فيه تخريجان:

التشبيه الأول: تشبيه الكافر بالأعمى الأصم الذي لَا يرى الطريق ولا يسمع من يهديه، والمؤمن بالبصير السميع الذي يهتدي ببصره وبإرشاده وقد وضحناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>