أي كل فريق من هؤلاء وهؤلاء، وقالوا: إن التنوين هنا عوض عن المضاف إليه، ونمد نعطي المد، كمدد الجيش، لَا تذهب نعمة إلا أمدهم اللَّه تعالى بنعمة أخرى، والإشارة في (هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ) إلى الذين أرادوا العاجلة وتعجيل اللِّه لهم بمشيئته ومن يريد اللَّه أن يعجل له فهؤلاء هم الأولون، والآخرون يعطيهم اللَّه حرث الآخرة إذا قصدوا ما عند اللَّه وسعوا سعيها بالبر والعمل الصالح، وكان الإيمان يظلهم، فالإشارة في الحالين إلى صفات كل منهما في طلبه، وثنى هؤلاء، فقال:(هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ)، لأنهما نوعان مختلفان في الطلب والجزاء والأوصاف، وما ترتب على هذه الأوصاف.
وقال:(مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ) والإضافة إلى الرب فيه إشارة إلى أنه عطاء لا ينفد ولا ينتهي، فاللَّه هو رب الوجود وهو الذي يمده بالحياة، ويمده بالمدد المستمر