للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ ... (٦٨)

يقولون لنبي الله موسى: ادع ربك واضرع إليه - الذي رباك وكوَّنك أن يبين لنا ما هي؟ وصيغة السؤال هكذا استفهام عن ماهية البقرة وحقيقتها وكأنهم لم يروها ولم يعرفوها، ولم يكونوا مع الذين كانوا يعبدونها، ولكن نبي الله الحكيم، أجابهم بالأسلوب الحكيم، وهو ما ينبغي أن يكون السؤال عنه فقال عليه السلام بهداية من الله تعالى: (إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ) والفارض هي التي فرضت سنها أي أنها حطت سنها، وبلغت نهايته، أي كانت طاعنة في السن، ولا بكر: ليست صغيرة، أي أنها بقرة وسط ليست صغيرة ولا كبيرة؛ ولذا فالعوان بين ذلك أي وسط بين الصغر والكبر المفرط، ويظهر أن تلك كانت أوصاف عجل أهل مصر، وقد قال موسى بأمر ربه (فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ) بلا لجاجة ولا مراوغة، ولا محاولة الإفلات من أمر الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>