للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا ... (١٥)

أي أنه سبحانه وتعالى أخفاها لأنه لَا يبين للناس متى تكون، ولم يعط علمها لنبي، ولا لأحد من الناس، مع تأكيد وقوعها من غير تعيين لزمانها، فكانه أخفاها، أخفى زمانها وأكد وقوعها، فهو لم يخفها، ولو كان أعلم الناس بها علمًا كاملا لأعلم متى تكون، ولكنه أكد مجيئها.

وقوله تعالى: (لِتُجْزَى كُلُّ نَفْس بِمَا تَسْعَى) " اللام " متعلقة بـ (آتِيَة)، أي أن مجيئها للجزاء فيجزى من عمل عملا صالحا جزاء صالحا، ومن عمل عملا سيئا يجزى جزاء وفاقا لما ارتكب، وهكذا يكون كل مجزيا بعمله إن خيرا فخير، وإن شرا فشر. فما خلق الإنسان سدى يفعل ما يشاء من غيرِ حساب على ما فعل وجزاء للخير الذي أراده ونواه وفعله، وقوله تعالى: (بِمَا تَسعى)، أي تجزى جزاء بالذي تسعى، " الباء " للمقابلة أي مقابل ما تسعى، أو تجزى بذات ما تسعى وذلك لمساواة السعي مع الجزاء فكأنه هو هو.

ولقد أشار الله سبحانه لنبيه وكليمه موسى إلى أنه سيلقى عنتا من الذين لا يؤمنون بالبعث، وقد نهاه سبحانه عن مطاوعتهم وهو لكل أتباعه، فقال تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>