للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (٤٨)

أي أن الرسالة التي بعثنا بها وأُوحي إلينا من الله معناها ولبها (أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وتَوَلَّى) وأعرض موليا الداعي بوجهه نائيا بجانبه عنه، وهنا إشارتان: إحداهما أن موسى عليه السلام كان ربه يكلمه ويوحى إليه، والثانية: أنهما ابتدءا الدعوة بالجزء المخوف منها، وهو العذاب لمن تولى وأعرض ونأى بجانبه عن الدعوة؛ وذلك لأن الجبابرة يرهبهم الأمر المغيب عنهم ويفزعهم فيحاولون من بعد إرهابهم الاستماع إلى القول، وإن كانت عاقبة الاستماع في الاستجابة غير محققة، فالشر ينازع نفوسهم، ويقاوم الخير، فأيهما غلب كانت العاقبة له.

وقد أكد سبحانه الوحي وموضوعه بـ " قد "، و " أنَّ ". ولقد كان ذلك الترهيب له أثره فقد اتجه إلى الاستفهام والتعرف. . .

<<  <  ج: ص:  >  >>