للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (١٣)

الإشارة إلى الرعب الذي ألقاه الله في قلوبهم، وإلى إمداد الملائكة للمؤمنين وإلى تثبيت الملائكة لقلوب المؤمنين، وإلى الغلب في المعركة، وأمر الله للمؤمنين أن يضربوا رءوسهم وأطرافهم، كل ذلك لأنهم شاقوا الله ورسوله، أي صاروا في شق، والله ورسوله في شق آخر، يحادون الله ورسوله، ويغالبونهم حاسبين أنهم الغالبون، و " الباء " في قوله تعالى: (بِأنَّهُمْ) للسببية أي بسبب أنهم حادوا الله ورسوله، وما دام الأمر أمر مغالبة، فالله هو الغالب، وذكر الله ورسوله، وكان يكفي ذكر الرسول أو ذكر ربه؟ والجواب عن ذلك الإشحارة إلى أن محاربة الرسول حاربة لله، وأن طاعة الرسول طاصة لله (مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ)، وإلى أن عصيان الرسول محادة لله سبحانه وتعالى، وأظهر في موضع الإضمار: فقال: (وَمَن ئشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)، ولم يقل من " يشاققهما " وذلك لبيان عظيم ما يقترفون، فهو تنديد بهم، وتكرار لعظم جرمهم.

وقوله تعالى: (فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) بيان لشدة العقاب في الدنيا والآخرة، وهي دالة على جواب شرط محذوف هذه علته، والمعنى فإن الله منزل عقابه الشديد بهم في الدنيا، لأنهم يغالبون الله ورسوله، ونسوا أن الله تعالى غالب على كل شيء.

وسماه الله عقابا لهم، للإشارة إلى أنهم ليسوا في مقام المغالبة لله، بل إنهم في مقام من يؤدبون ويعاقبون، ويُردون خاسئين.

<<  <  ج: ص:  >  >>