(فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ)، الكيل المراد به الكيل، فهو مجاز لتلاقي الاشتقاق، وذلك لإحضار أخينا (فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا) أو نقول: إن الكيل على حقيقته، أي منع أن يكال لنا، و (نَكْتَلْ) معناها يكال لنا، ونكتل مجزومة في جواب الأمر، (وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) وعدوا وأكوا الوعد بـ (إنَّ) واللام، كوعدهم عند أخذهم ليوسف، ولكنهم كانوا كاذبين، وهنا كانوا صادقين، فتشابهت ألفاظ الوعد، واختلفت الحقائق فيها، وإن الأحكام على الأقوال تؤخذ من الظاهر، ويقاس فيه الحاضر بالماضي، وقد كان ماضيهم في يوسف يجعله يخاف من حاضرهم.