المشركون كانوا يعتذرون عن وثنيتهم بكل تعلة سواء أكانت مقبوله أو مرذولة، فهم كانوا يرون اليهود والنصارى لَا يعبدون الحجارة، وإن كان فيهم - خصوصا النصارى - من يقدسون بعض الأحجار كتمثال العذراء. فكانوا يعتذرون عن وثنيتهم بأنه لم يجئ كتاب يهديهم إلى الحق كهاتين الطائفتين.
وقوله تعالى:(أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ) متصل بالآيات التي قبلها، فهي قطع الطريق عن تعلة متعللون، وهو أنهم لَا كتاب يهديهم، فالمعنى وهذا كتاب مبارك خاطبناكم لئلا تقولوا معتذرين، أو فأنزلناه حجة عليكم، حتى لا تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين.