الواو واصلة الجملتين، وهو امتداد للتوبيخ للذين خاضوا في هذا الإثم، و (لولا) للتحضيض لاتباع ما ينبغي عند سماع قول السوء في أخيه المؤمن، وخصوصا إذا كان من العليين المكرمين عند الله والناس أجمعين:(وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ) وهذا حض على أن يقولوا هذا القول مؤمنين به (مَّا يَكُونُ لَنَا)، أي ليس لنا، وليس بكائن سائغ لنا (أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا)، وهذا شأن الإنسان المؤمن الكامل، لَا يسمح لنفسه أن يخوض في حديث لا يعلمه، وخصوصا إذا كان يتكلم في الأعراض، عرض أي امرئٍ كان، فكيف إذا كان ذلك في عرض الصديقة بنت الصديق، وزوج خير الخلق أجمعين، ولها مكانة من محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفي الآية نفي للكينونة (مَّا يَكُونُ)، وهي أبلغ نفي لمثل هذا القول، وأبلغ من النفي المؤكد، وأنه غير سائغ في ذاته لأمرين:
أولهما: تقديس الله تعالى، لتأكيد النفي عن زوج نبيه، ومن لها مكان الاختصاص بمحبة فوق محبة غيرها من أزواجه، وهذا في معنى التعجب من أن