للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(سُورَةُ الْأَنْعَامِ)

تعريف ٤

سورة الأنعام قالوا إنها نزلت بعد سورة الحجر، وإن عدد آياتها خمس وستون ومائة آية كلها نزل بمكة ما عدا عدة آيات قالوا: إنها نزلت بالمدينة هي الآيات ٠ ٢ و ٢٢ و ٩١ و ٩٢ و ١٤ ١ و ١٤١ و ١٥١ و ١٥٢ و ١٥٣ - وهي آيات نزلت في بيان أحكام تتعلق بالحلال والحرام من التكليفات العملية، وهي لهذا كانت أنسب بالمدينة؛ ذلك لأن ما يتعلق بالعقيدة قد اختص بمكة؛ إذ كان فيه بيان الوحدانية في الذات وفي الصفات والخلق والإنشاء والعبادة والألوهية، وأنه لَا إله إلا هو، وبيان رسالة الله وأخبار الرسل السابقين، وما جاءوا به، وما نزل بأممهم، وما جاء من أحكام بمكة كان أكثره على ألسنة الأنبياء السابقين وما كانوا يدعون إليه أقوامهم، فدعوة شعيب - عليه السلام - إلى الإيفاء بالكيل والميزان، ونهيهم عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وغير ذلك. أما القرآن المدني، فقد نزلت به الأحكام التكليفية العملية؛ لأنه قد كونت دولة للإسلام، فكان لَا بد من نظم تقيمها، وأحكام تنظم علاقات آحادها، وقد ابتدأت العبادات بالصلاة المفروضة في مكة لمناسبتها للألوهية، ومعاني العبودية، ثم أُكملت في المدينة ليتكوَّن رأي عام فاضل، ومجتمع متضافر متعاون.

ابتدأت السورة ببيان استحقاق الله تعالى وحده للحمد؛ لأنه خالق السماوات والأرض وحده، وجاعل الظلمات والنور، وبيان أن أصل خلق الإنسان من طين، وبيان كمال سلطان الله تعالى في خلقه، وعلمه بالسر وما يخفى، وبيان آيات الله تعالى في كونه، وتلقي الجاحدين، وما كانوا يكذبون به الحق، إذ يجيئهم ويستهزئون به لإعراضهم عن الآيات البينات المثبتة الموضحة الكاشفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>