للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اختار موسى سبعين رجلا لميقات الله تعالى الذي واعده موسى - عليه السلام - وكأنهم صحبوه في هذا الميقات، ولكن انفرد بمكالمة الله موسى - عليه السلام.

وقد طلبوا أن يروا الله تعالى جهرة، ويظهر أن موسى - عليه السلام - طلب أن ينظر الله تعالى تمهيدا لأن يروه، فقال الله تعالى لن تراني، (. . . فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا. . .) وكانت رجفة في ِالأرض خر من أجلها موسى صعقا، وأخذتهم الرجفة.

وانتهى من هذا إلى أن الذهاب للميقات واحد، ذهب موسى ومعه سبعون رجلا اختارهم ممثلين لبني إسرائيل، وهذا ما يمكن أخذه من ظاهر السياق القرآني، وهو أن الميقات واحد.

ولكن يذكر محمد بن إسحاق أن هذا ميقات آخر، وهو أن موسى عندما رأى من عبادة العجل ما رأى، أخذ ميقاتا من ربه، ليذهب هؤِلاء السبعون معه، ويستغفروا ربهم، فقالوا: (. . . لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ. . .)، فصعقوا.

وإن هذا الكلام مقبول في ذاته، ولكن لَا نجد له سندا صحيحا من سنة وليس في الكتاب إشارة واضحة إليه ولعله يرشح لهذا النظر قوله تعالى:

(أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا) ولكنه لَا يقطع؛ لأنه ربما يشير إلى أن طلب الرؤية ذاته كان تعديا وسفها، ولذا استغفر عنه، على أن الاستفهام للإنكار، أي لإنكار الوقوع من الله تعالى أي أنت يا رب العالمين لَا تهلكنا بما فعل السفهاء منا، أي بما يكون بسبب خفة أو تسرع.

وهنا إشارات بيانية:

الأولى - أن الله تعالى يقول: (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا) وسبعون بدل من (قَوْمَهُ) بدل بعض من كل، ولكنه يشير إلى أن اختيارهم هو اختيار لجميعهم، لأنهم يمثلونهم، وكأنهم هم أنفسهم

<<  <  ج: ص:  >  >>