للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا ... (٢٧)

* * *

النداء للناس أجمعين، وكان النداء بقوله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ) لهذا العموم، ولتذكير الأبناء بما كان للآباء من عداوة إبليس، وتهديده بإغوائهم، وأنه يقعد لهم الصراط المستقيم، وأنه وسوس لأبوي الآدميين.

قال الله تعالى ناهيا: (لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ) النهي للآدميين، والفاتن هو الشيطان ولم يوجه النهي إليه؛ لأنه تمرد على أمر ربه، وخرج مذءوما مدحورا، وكان النهي لبني آدم مع أن الفاعل غيرهم؛ لأن معنى النهي حينئذ ألا يمكنوه منهم، وذلك بطاعة الله تعالى وحده ورد الأوهام والأهواء، فإنها باب الشيطان فإن سُدَّ باب الوهم والهوى، فقد سُدَّت مسالك الشيطان، واستقام في النفس أمر الرحمن، فالحصن الذي يقي المؤمن فتنه الشيطان، هو الطاعة لأوامر الله تعالى، وتقوية العزيمة. . والإرادة وأن يكون للرحمن وليا ويتقي ولاية غير الله تعالى.

والفتنة معناها في أصل اللغة: فتن الفلزات من الذهب والفضة والحديد والنحاس، لإخراج ما يكون فيها من مادة ليست من جوهرها. ثم أطلقت على كل شدة يتميز بها الخبيث من الطيب، وتختبر فيها الإرادات ويتميز فيها ذوو العزائم، ثم كانت للنتيجة وهي محاولة خداع النفوس بالإتيان بما يهد العزيمة

<<  <  ج: ص:  >  >>