للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٦)

قال لهم صالح رأفة بهم، وإن كانوا يرأفون بأنفسهم، (يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ)، ابتدأ بالأمر الذي يربطه بهم، ويوجب محبتهم والحدب عليهم، وهو أنهم قومه الذين يرتبط نسبه بنسبهم، تنبيها لهم إلى ما فيه رحمتهم (لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ)، أي تطلبون في استعجال الأمر الذي يسوء وهو العذاب الأليم الذي تهددون به، وهو العذاب الذي يسوء، وتقدمون ما يسوء على الحسنة، وهو الإيمان الذي هو حسن في ذاته، وحسن لكم إذ من ورائه الثواب بدل العذاب، والاستفهام هنا للاستغراب، وللتوبيخ، ولبيان أنهم يطلبون ما فيه الأذى بدل ما فيه الإكرام والثواب، وينبههم إلى ما يجب أن يطلبوه، وهو مغفرة الله والإيمان به، فهو طريق الخير، فيقول: (لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمونَ) و (لولا) هنا للحض على طلب المغفرة، أي هلا تطلبون مغفرة اللَّه رجاء منكم أن ترحموا بالإيمان باللَّه وحده، وترك الشرك، والإذعان للَّه تعالى، ففي هذا رحمتكم، وأن توقوا عذاب الجحيم، ولكنهم يلجون في الكفر، ويتهمون نبيهم بأن دعوته شؤم عليهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>