للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(إِنَّا لنرَاكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)، أي إنا نراك في بعد عن الهداية، والحق واضح. وقد أكدوا ذلك بـ " إنا "، وبأنهم يرونه كذلك، وإنه يستفاد من هذا أمران:

أولهما - أنهم يردون قوله، ولا يقبلونه ويعصونه، وأنهم يرون أن صاحبه في ضلال واضح لَا هداية معه، وأنهم بهذه الحال لَا يمكن أن يجيبوه بل أن يفكروا في إجابته.

وثانيهما - أنه يلاحظ أن ذلك من كبرائهم، كما ذكرنا، أما ضعفاؤهم فإنه لم تعرف لهم إجابة، لأنهم مغمورون غير مذكورين، كما كان الأمر من بعد ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، إذ مكث وقت الدعوة المحمدية في مكة، ما كان يتردد في جنباتها إلا صوت أبي جهل وأبي لهب، والوليد بن المغيرة، ولا يتردد صوت عمار، وبلال وأبي بكر، وإن نوحا النبي الأمين، منهي عنهم ولا يرد عليهم، بل يقول في أناة المؤمن:

<<  <  ج: ص:  >  >>