للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (١٨٤)

لقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - الأمين الصادق في قريش، وعاش بينهم أربعين سنة كان يعرف بينهم بالأمين، وإذا ذكر اسم الأمين لَا ينصرف إلا إليه، يحكم بينهم في خلافهم إذا تنازعوا، ويرتضون حكمه إيمانا بعقله وكمال تدبيره، فلما دعاهم إلى الحق وترك عبادة الأوثان قالوا مجنون، وقد رد الله قولهم بقوله: (وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُون).

ولما رموه بهذا دعاهم الله أن يتدبروا ما يقولون، ويوازنوا بين قولهم هذا وما عرفوه من قبل، حتى يدركوا الحق وينفوا قولهم فيه، فقال: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ) أي يقولون هذا القول، ولم يتفكروا، ويعلمون أنه ما بصاحبهم من جِنَّةٍ، فالتفكر ليرودا عقولهم إلى ماضي قولهم فيه من أنه العاقل الأمين في

<<  <  ج: ص:  >  >>