للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (١١٦)

هذه الآية أثبتت ملك اللَّه تعالى وسلطانه، ولقد أراد البيضاوي أن يربط بين هذه الآية والأمر بالبراءة من المشركين والاستغفار لهم إذا ماتوا على الضلالة، فقال رضي اللَّه تعالى عنه: (لما منعهم من الاستغفار للمشركين، ولو كانوا أولي قربى)، وتضمن ذلك وجوب التبرؤ منهم رأسًا، وبين لهم أن اللَّه مالك كل موجود ومتولي أمره، والغالب عليه ولا تتأنى لهم ولاية، ولا نصرة إلا منه ليتوجهوا إليه ويتبرءوا مما عداه، حتى لَا يبقى لهم مقصد فيما يأتون ويذرون سواه، اهـ.

ونرى مع ما رآه البيضاوي أن الآية الكريمة تؤكد علم اللَّه تعالى الذي ختمت به الآية السابقة، فهذه الآية السامية الأخيرة، تؤكد علم الله تعالى الشامل، وتبين سببه، وتبين سلطان اللَّه تعالى المطلق، الذي يدبر كل شيء فيه على مقتضى علمه وحكمته التي أقامت الوجود، ورتبه ونمقه، وأبدعه كله (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ. . .).

وإن ملكه لَا يكون على الإنسان فقط، بل هو على السماوات بأبراجها والأرض بطبقاتها لَا يخرج عن ملكه شيء في السماء، يحيي ويميت، وفي ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>