للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (٦٣)

آمنوا باللَّه حق الإيمان يعبدونه كأنهم يرونه فإن لم يكونوا يرونه يحسون في عبادتهم كأنهم في حضرته العلية سبحانه، وهذا هو الإحسان، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: " اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " (١).

(وَكَانُوا يَتَّقُونَ) أي يخافون غضب اللَّه تعالى ويتقون عذابه.

وإنهم إذ يؤمنون ذلك الإيمان ويحسنون ويتقون اللَّه حق تقاته، تكون قلوبهم عامرة بذكر اللَّه تعالى فلا يخافون من مستقبلهم، وقد فوضوا أمورهم للَّه تعالى وتوكلوا عليه سبحانه حق توكله بعد أَخْذِهم بالأسباب، وتركوا للَّه تعالى مؤمنين أن يوفق ويربط الأسباب بمسبباتها.

وهنا عبارتان لهما مغزاهما:

العبارة الأولى - قوله تعالى: (لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) أي أنهم يرجون ما يرجوه المؤمن من ربه فاللَّه تعالى يُلقي في قلوبهم الاطمئنان إلى المستقبل، وفي قوله تعالى: (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) تأكيد لعدم الحزن: أولا: بتكرار كلمة (لا) النافية، فإنها مؤكدة للنفي المذكور في (لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ).


(١) متفق عليه، وقد سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>