للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (٢٩)

* * *

الحياة التي تسمى حياة في نظرهم ولا شيء سواها حياة الدنيا، هذه الجملة تفيد ثلاث فوائد:

أولها - نفي وجود أي حياة غير الحياة التي يعيشونها، ولو كانت هذه الحياة هي الدنيا وليست العالية القويمة.

الثانية - أنهم ينسبون الحياة إليهم لاستمتاعهم فيها وما فيها من لهو ينغمسون فيه، وعبث يعبثونه.

الثالثة - إنكارهم صراحة لبعثهم وتأكيد النفي بالباء، وبالجملة الاسمية.

لقد قالوا ذلك القول في الدنيا بلا ريب، ولكن كلمة (قالوا) في هذا النص " أهي معطوفة على كلمة (لعادوا)، وقولهم هذا يكون على فرض عودتهم، وهذا هو الظاهر، ويكون قوله تعالى: (وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) جملة اعتراضية مؤكدة لمعنى عودتهم إلى ما كانوا عليه إن عادوا إلى الدنيا، إذ هي تكذيب ادعاء أنهم لا يكذبون بآيات ربنا، ويكونون من المؤمنين.

ويصح أن تكون (وقالوا) كلام سيق مستأنفا للمقابلة بين حالهم التي يرونها في الآخرة، إذ يرون الهول عيانا، وقد ينكرون البعث، ويؤكدون الإنكار له، وها هم أولاء يرونه، ويتمنون ما يتمنون.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>