للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (١٨٤)

* * *

البينات هي الآيات المبينة للحق، الموضحة له، وهي الأدلة التي يتحدى بها النبي من الأنبياء قومه ليثبت لهم رسالته، والزبر جمع زبور، وهو الصحيفة أو الكتاب أو هو جَمْعُ جَمْع لزَبْر، وهو الأمر الشديد، وخص الزبور بالكتاب المنزل على داود عليه السلام وقال تعالى: (وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا)، وقُرئ (زُبُورًا) بضم الزاى (١) كقولهم في جمع ظريف ظروف، أو يكون جمع زَبْر وزبْر مصدر سمي به كالكتاب، ثم جمع على زُبُر كما جمع كتاب على كتب، وقيل بل الزبور كل كتاب صعب الوقوف عليه من الكتب الإلهية، وقال بعضهم: الزبور اسم للكتاب المقصور على الحكم العقلية دون الأحكام الشرعية، والكتاب اسم لا يتضمن الأحكام الشرعية.

وخلاصة القول أن الله تعالى يخفف عن نبيه - صلى الله عليه وسلم - تكذيب أولئك الضالين الجاحدين فيبين أن الأنبياء قبله قد جاءوا بالمعجزات القاطعة المثبتة للرسالة، ومعهم الأوامر الإلهية المشددة الزاجرة، ومعهم الكتاب المبين التي اشتمل على ما فيه مصلحة الدنيا والآخرة، ومع ذلك كفروا بآيات ربهم، وأنكروا الرسالة مع قيام


(١) وهي قراءة حمزة وخلف، وقرأ الباقون بفتح الزاي. غاية الاختصار ج ٢ ص ٤٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>