للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(ذَلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ ... (١٠٢)

الإشارة إلى ما ذكر من أنباء كان يوسف قطبها، والخطاب فيه للرسول ليكون ذلك المذكور من نبأ يوسف تسلية لابن عمه محمد صلى اللَّه تعالى عليه وسلم، يتسلى به إذ يرجو النصر، وإن كان الشرك هو الظاهر، فهذا غلام ملقى في الجب، ثم يباع ويشترى، وتنكشف الأمور بعد سجنه عن ملك عادل يسوس أخصب أرض الشرق نماء وثروة، إن من يحكم الأمور بتدبيرها ليس ببعيد عليه أن يخرجك من وسط بأساء قومك، إلى عز اللَّه تعالى:

(مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نوحِيهِ إِلَيْكَ)، الأنباء جمع نبأ، وهو الخبر الخطير ذو الشأن، و (الْغَيبِ) أي متلبسا الغيب؛ لأنه غائب عنك، وعن قومك، وما كان ليعلمه أحد من قومك، لأن أحداثه ليست في بلاد العرب، وما كانت في أرض مجاورة لبلاد العرب، بل في أرض غير مقاربة، ولا في إقليم كالعرب، بل في إقليم له تقاليد فرعونية طاغية، يقول حاكمها ما أريكم إلا ما أرى، وما أهديكم إلا سبيل الرشاد، فهو حاكم يُفْني الشعب في شخصه، ولا يفنى في شعبه، يظلم ويسيطر، ولا يعدل ويشاور.

<<  <  ج: ص:  >  >>