للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا كانت غيبا بعيدا عنك وعن العرب فئهو وحي من الله (نوحيهِ إِلَيْكَ)، وقد أكد سبحانه أنه غيب عليه بقوله تعالى: (وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ) وهذا فيه أمران: فيه استدلال على أنه بوحي من الله تعالى، وفيه تصوير لحالهم، وهم يمكرون ليغتصبوا أخاهم من أبيهم، (وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ)، أي ما كنت عندهم حتى تعلم حالهم إذ تكون مختلطا بهم متعرفا أمرهم، (إِذ أَجْمَعوا)، أي إذا عزموا أمرهم على رميه في غيابة الجب، ويقال. أجمع أمره، إذا اعتزم الأمر جازما من غير فكاك، وهم يدبرون بمكر سيئ على أخيهم، وعلى أبيهم.

هذا أمر فيه عبرة، وفيه بيان آن هذا القرآن ليس من عند محمد صلى الله تعالى وسلم، بل هو من عند الله علام الغيوب وكان عليهم أن يصدقوا به، ولكن لَا يرجى تصديقهم، ولكن يرجى الغلب عليهم، وجعل كلمة الذينِ كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا، ولذا قال تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>