للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمٍ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئَكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِين) (١).

(إنما) للحصر، فهي أداة من أدوات القصر، والمعنى: " لا يعمر مساجد الله إلا من آمن بالله. . . " والعمارة كما ذكرنا بالعبادة فيها حق العبادة، بأن يعبد الله وحده لَا شريك، وأن يقوم بترميم وإصلاح ما وهي منه، وإذا كان المشركون يفعلون ذلك فإنهم بإشراكهم يبطلون ما صنعوا، وإن العمارة للمساجد نوعان أحدهما: معنوي، وهي عمارتها بالعبادة وإقامة شعائر الدين، والثاني: مادي، وهي ترميم ما يحتاج الترميم وتنظيفها وإضاءتها بالمصابيح، وغيرها مما يتصل ببنائها، وإنه لَا يفعل الأمرين إلا الموحدون الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر، ويغشونها لإقامة الدين وجمع المسلمين وسماع القرآن الكريم، ومواعظ رب العالمين، وهدْي الرسول الأمين.

ويلاحظ أنه ذكر الإيمان بالله واليوم الآخر، فالإيمان بالله الواحد الأحد هو الدين أو لبه، والإيمان باليوم الآخر هو فيصل الإذعان والتمرد، وفيصل الإيمان بالغيب والجحود به؛ إذ لَا يكفر به إلا من لَا يؤمن إلا بالمحسوس.


(١) رواه أحمد: مسند الأنصار - حديث معاذ بن جبل. رضي الله عنهم (٢١٥٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>