للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(إِن يَسْرق فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لهُ مِن قَبْلُ) وإذا كانوا قد سلموا بالسرقة، لأنهم قامت لديهم الظاهرة الدالة عليها، فلماذا كان الافتراء علئ أخيه، وهم الذين سرقوه من أبيه، وألقوه في الجب، ولكنه الحقد والحسد لم يقتلهما الزمان، وأسرَّ ذلك يوسف في نفسه، ولم يبدها لهم، كَرَما وهو القوي المسيطر ولكنه ليس جبارا، وليس حانقا، لأن اللَّه سبحانه وتعالى جعل النتيجة خيرا ونعمة له، وكانت بحكم اللَّه تعالى التمهيد لذلك السلطان، فكيف ينتقم وإذا كان دم يُبْدِ ما أسر فإنه وصنمهم بوصفهم الحقيقي، وقال ما هو نفي للسرقة عن أخص ونفسه (قال أَنتم شَرٌّ مكانًا)، أي أنتم شر منزلة عند اللَّه لأنكم سرقتم أخاكم، وصنعتم السوء من غير جريرة من أبيكم ولا أخيهم، (وَاللَّهُ أَعْلَمُ) علما ليس مثله علم (بِمَا تَصِفونَ)، ولو كانوا يعلمون أنه أخوهم يوسف لأدركوا المغزى والمرمى من القول، ولكنهم لم يعلموا، ولم يتوهموا أن يكون هو يوسف والضمير في (فَأَسَرَّهَا) يعود إلى الفرية أو الكلمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>