وقد أنزل اللهً تعالى - بهم عذابين أحدهما " الرجس "، وهو الضلال الذي أدى إلى هذا الكفر، و " غضب الله " وهو وحده عذاب من الله، وسيؤدي إلى العذاب الذي نزل بهم في الدنيا والآخرة وإنه لقريب؛ ولذا:(فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ).
وقد اشتمل كلام هود - عليه السلام - على أمور ثلاثة هي إشارات بيانية. أولها - قوله:(أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا) فهذا استفهام توبيخي على ما وقعوا من عبادة أشياء لَا تنفع ولا تضر.
ثانيها - أنها لَا وجود لها في ذاتها إلا أن تكون أحجارا، ليس لها إلا أسماؤهما الباطلة التي سموا بها.
ثالثها - أنه ما أنزل معها بحجة تسوغ عبادتها، أو قوة فيها تكون سلطانا لها.