للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى)، البينات الأخبار البينة، والأحكام المبينة في الكتاب بعد بيانها، وقد أنزلها الله تعالى في كتبه التي كانت للنبيين السابقين، والهدى هو ما بينه سبحانه من أوامر ومنهيات، فمن كتم البينات الدالة على الرسالات، والأخبار الصادقة عن النبيين، والأحكام الهادية إلى الصراط، فقد كتم علم الله، والكتمان للعلم، إنما يكون حيث تكون الحاجة إلى البيان من قبل أن يكون المقام مقام بيان وتوجيه وإرشاد، فيكون ممن عنده علم كما أنكر اليهود والنصارى ما عندهم من علم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ومكة وما حولها، وإبراهيم وأولاده، وكما ينكر العلم من يسأل عنه فلا يجيب، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " مَن سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار " (١).

والآية موضوعها كل كتمان لعلم أو هداية، وقالوا إنها نزلت في اليهود، ولكن حكمهاء عام يشمل كل كتمان لعلم فيه هداية للناس، فيشمل الذين يعلمون رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولا يبلغونها للناس، ومن لَا يبينون الشرع الإسلامي لأهله،


(١) أخرجه أحمد في مسنده عن أبي هريرة (٨٢٨٤)، وأبو داود: كتاب العلم (٣٢٧٣)، وابن ماجه (٢٦٢).
وله طريق أخرى من رواية أنس بن مالك - رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>