للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وَلا تصَلِّ عَلَى أَحَد مِّنْهم مَّاتَ أَبَدًا وَلا تَقمْ عَلَى قَبْرِهِ) قاطعة في النهي عن الصلاة على المنافقين؛ لأن الصلاة على الميت دعاء له بالخير يناله يوم القيامة، ولأنها استغفار، والاستغفار للمنافق منهي عنه كما تلونا قوله تعالى:

(اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ) وقوله تعالى: (سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ. . .)، (١) ولأنه يجب أن يتميز المؤمن عن الكافر، والصلاة عليه فارق بين المؤمن والمنافق.

والنهي ثابت ناه على وجه التأكيد، ولذلك قال: (أَبَدًا)، فلا مثنوية فيه ولا تجوز، (وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ) داعيا بعد دفنه أو قبل دفنه، فمعنى قوله تعالى: (وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ)، يتضمن الدفن، والدعاء له عند الدفن أو بعده؛ لأنه نهى عن الصلاة، وما في معناها من الدعاء.

هذا معنى الآية، ولكن روى في الصحاح وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى على عبد الله بن أبي رأس النفاق، والمفرق بين المؤمنين، والذي كان يوالي الكفار، من

<<  <  ج: ص:  >  >>