هذه الآية لبيان الحال الذي يجتمع فيه المؤمنون في (أَمْرٍ جَامِعٍ)، وصفه الزمخشري بقوله " أنه خطب جليل لابد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه من ذوي رأي وقوة يظاهرونه عليه، ويعاونونه، ويستضيء بآرائهم ومعارفهم، وتجاربهم في كفايته، (١).
وإنه في هذا الاجتماع يجب أن تلاحظ مكانة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلا يخاطب كما يخاطب أي شخص، والدعاء: النداء، وهو من إضافة المصدر إلى مفعوله، أي لا تنادوا الرسول كما ينادي بعضكم بعضا، واعرفوا حق الاجتماع من أدب القول، واجتماع القلوب، فلا ينفر أحدكم، ولا يتجانف، واعرفوا حق الاجتماع.
ثم قال تعالى:(قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلونَ مِنكُمْ لِوَاذًا) " قد " للتحقيق، و " قد " لَا تستعمل في القرآن إلا للتحقيق، ولا تستعمل للتقليل ولا التكثير، وخصوصا بالنسبة لعلم الله تعالى، (يَتَسَلَّلونَ)، معناها يخرجون متدرجين في الخروج واحدا بعد آخر، فهم يخرجون قليلا (لِوَاذًا)، أي يلوذ بعضهم ببعض،