للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (٧٠)

* * *

الإشارة إلى كل ما ذكر من جزاء على طاعة الله وطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، من أجر عظيم، وهداية إلى الصراط المستقيم، ورفقته مع الأخيار الأبرار من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، هذا كله فضل من الله تعالى العلي الكبير، وعطاء منه، ورحمة يرحم بها المتقين -، وهو العليم بكل ما يعملون من خير، لَا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع البصير. فقوله تعالى: (وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا) فيه بيان أنه يعلم سبحانه من يستحق فضله وعطاءه ومن لَا يستحق، وفيه إشارة إلى أن الطاعة هي طاعة العالم بكل شيء، فالطاعة فيها مصلحة للعباد؛ وكون الجزاء بفضل الله فيه إشارة إلى أن العمل وحده لَا يستوجب العطاء، إنما هو من فضل الله تعالى. ولقد روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لن يُنَجِّي أحدا منكم عمله "، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: " ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته. سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة (أي من قيام الليل) والقصد القصد تبلغوا " (١). اللهم اختم لنا بخير ما نعمل، ونجنا بفضل رحمتك من سوء أعمالنا، إنك ذو الفضل العظيم.

* * *

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا (٧١) وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (٧٢) وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ


(١) رواه البخاري: الرقاق - القصد والمداومة على العمل (٦٤٦٣)، ومسلم بنحوه: صفة القيامة والجنة والنار - لن يدخل أحد الجنة بعمله (٢٨١٦). عن أبي هريرة رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>