للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ... (٢٥٧)

لقد ذكرنا في الآية السابقة أن الطريق للإيمان هو الكفر بالطغيان، بالامتناع عن إجابة كل دعاة الشر من كبراء متجبرين، وحكام مسيطرين بأوهام باطلة، وهكذا، وأن من كفر بالطاغوت فقد آوى إلى ركن شديد، إذ لجأ إلى الله العلي القدير، ومن بقي تحت سلطان الطاغوت من ملوك عاتين، ورؤساء ضالين، فقد آوى إلى ما لَا يعتمد عليه؛ لأنه ركن هاو يهوي بصاحبه في نار جهنم.

والولي فعيل بمعنى فاعل من الولاية. ولقد قال الراغب الأصفهاني: الولاية بالكسر النصرة، والولاية بالفتح تولي الأمر. وقيل الوِلاية والوَلاية واحدة، نحو الدِّلالة والدَّلالة؛ والولي والمولى يستعملان في ذلك، كل واحد منهما في معنى الفاعل " والولاية كما تطلق بمعنى السلطان تطلق بمعنى المحبة والولاء، كما في قوله تعالى: (هُنَالِكَ الْوَلايَة لِلَّهِ الْحَقِّ. . .).

والولي في الآية الكريمة: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) يكون بمعنى ناصرهم؛ وقد ذكرنا أن الولاية تكون بمعنى النصرة، وبمعنى المسيطر على نفوسهم وحده الموجه الهادي، إذ قد سلمت نفوس المؤمنين من نزغات الشيطان.

<<  <  ج: ص:  >  >>