للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (٨١)

هذا شعور قوى بكمال الربوبية من خليل اللَّه تعالى إبراهيم عليه السلام، فهو وحده الذي يميت، ولو كان الإنسان في بروج مشيدة، وللناس آجال، فإذا جاء أجلهم لَا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، وإنه بعد الموت البعث، وهو الحياة الأخرى الجديرة بأن تكون الحياة حقا وصدقا، كما قال تعالى: (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)، وعطف بـ (ثُمَّ) في موضعها، لأن البعث لَا يكون عقب الموت، بل يكون بينهما تراخ في الزمن حسا ومعنى، أما الحس فظاهر، وأما المعنوي فهو التفاوت بين حياة لاغية مكدودة، وحياة بالنسبة لمثل خليل اللَّه تعالى حياة هادئة لَا لغوب فيها، بل هي جنات النعيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>