للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْد أَيْمَانِهِمْ)، أي باذلين أقصى ما وسعهم من تأكيد القول، وباذلين في اليمين أعلى درجاتها في تأكيد القول، أي لَا يتركون قولا يؤكدون به عزمهم وإرادتهم إلا سلكوه.

والضمير في " أقسموا " يعود إلى جماعات المؤمنين، ويكون بهذا يدعوهم إلى ألا يقسموا بل يعملوا ويطيعوا، وعلى ذلك يكون المعنى عاما، وإن كان يشير إلى المنافقين وضعاف الإيمان، كأنهم مقصودون بالقصد الأول، والعموم مقصود بالقصد الثاني.

وأكثر المفسرين على أن الضمير يعود إلى المنافقين ومرضى القلوب ابتداء، ويكون تحذيرا للمؤمنين بعامة من أن يكون منهم مثل هذا الذي يحلف الأيمان الفاجرة، وقد رد الله تعالى هذه الأيمان، وقال سبحانه: (قُل لَا تُقْسِمُوا) وهذا فيه إيماء إلى أنها غير صادقة، وفيه تصريح بردها زجرا لهم؛ لأنهم بهذا يرتكبون إثميْن إثم التخلف عن الجهاد، وإثم اليمين الفاجرة، وإن بدل الإثم أن يتجهوا إلى الطاعة، ولذا قال سبحانه: (طَاعَةٌ معْروفَةٌ)، أي طاعة حقيقية مشهورة معروفة

<<  <  ج: ص:  >  >>