للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ ... (٦٥)

* * *

أي أنه لَا يسوغ لكم المحاجة في شأن إبراهيم من حيث إنه كان يهودياً أو كان نصرانيا ومن حيث إنكم أتبع الناس له أو أبعد الناس عنه، ومن حيث ما جاء به وحقيقة دعوته؛ فإن التوراة والإنجيل ما جاءا إلا من بعده، فكيف يكون يهوديا يدين بالتوراة قبل أن تجيء التوراة، وكيف يكون نصرانيا يدين بالإنجيل قبل أن ينزل الإنجيل؛ إن هذه محاجة واضحة البطلان.

والمحاجة معناها مبادلة الحجة، فصا هذه المحاجة؛ أكانت مع النبي أم كانت فيما بينهم؛ ظواهر النصوص تفيد بمقتضى السياق أنها كانت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهم يقيمون الحجة على سلامة دينهم بأنه دين إبراهيم الذي كان موضع إجلال الجميع، والذي بنى البيت الحرام الذي هو أول بيت وضع للناس، والذي كان موضع تقديس العرب أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>