للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

" من محمد عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى. أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، وإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين (١)، ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لَا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا، ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباب من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون " (٢).

ولقد كان النصارى يحاجون بولادة عيسى، ويتخذون منها دليل ألوهيته، واليهود يتحاجون ويجادلون بما عندهم من توراة، أو بالأحرى بما بقي عندهم منها؛ ولما كان كل من الفريقين يدعي أن إبراهيم أبا الأنبياء كان على مثل دينهم، وذلك ليبينوا أن ديانتهم هي ديانة السابقين، كما هي ديانة المتأخرين، بين الله سبحانه أن مثل هذا الاحتجاج منهم باطل في معناه، كما هو باطل في شكله ومبناه؛ فقال سبحانه:

* * *


(١) جاء في الهامش: الأريسيون هم: العمال والفلاحون، أو الدهماء بشكل عام.
(٢) متفق عليه؛ رواه البخاري. بدء الوحي (٦)، ومسلم: الجهاد والسير - كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل (٣٣٢٢)، عن أبي سفيان (صخر) بن حرب رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>