للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ ... (٦٩)

* * *

ذكر الله سبحانه وتعالى في الآيات السابقة فضل الطاعة وجزاءها، وهو أجر عظيم، وهداية إلى الطريق الذي يوصل إلى القدسية ومرتبة المشاهدة لله تعالى، وعظمته التي ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: " اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " (٢) وفي هذه الآية الكريمة يذكر لهم جزاءً آخر، وهو كرم الصحبة في الدنيا والآخرة، فهم إذ يسيرون في الصراط المستقيم الموصل إلى الله يكونون في قافلة الأطهار من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وما أحسنها رفقة طاهرة كريمة طيبة!!.

والإشارة في قوله تعالى: (فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم) إلى أولئك السابقين الذين أعطاهم الله سبحانه الأجر العظيم، وهداهم للوصول إلى مرتبة السُّمُو، ومشاهدة المعاني القدسية، وكرر ذكر الطاعة فقال: (وَمَن يُطِع اللَّهَ وَالرَّسُولَ)، لأن هذه الطاعة هي الأساس في هذه الأجْزِية المجزية، الرافعة السامية الهادية، وفي تكرارها تحريض عليها، ودعوة إليها.

وقد ذكر سبحانه أن النبيين والصديقين والشهداء والصالحين قد أنعم عليهم، وإن ذلك هو الحق الذي لَا ريب فيه، ففيهم جميعا نعم ثلاث قد اختصوا


(٢) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>