للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤١)

" الفاء " عاطفة على القسم السابق جاء ما بعده فوره، أي بعد زمن ليس ببعيد في علم، والصيحة بالحق هي إرادة اللَّه التي تكون بالحق دائما، فهي كناية عن إرادة اللَّه تعالى التي لَا يتخلف حكمها ساعة من زمان، وكانت هذه الإرادة تتجلى في رجفة تجعل عالي الأرض سافلها، أو تدكدك الديار، أو بريح صرصر عاتية، كما فعل اللَّه مع قوم لوط وعاد وثمود.

وقوله تعالى: (فَأخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ) تعبير مجازي مؤداه أنه نزلت بهم آثارها التي أرادها اللَّه تعالى بهم، وقد شبهت الصيحة بسبع: التهمهم وأخذهم؛ لأنها لم تُبقِ منهم ولم تذر، وقال تعالى: (فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً) الفاء عاطفة على (فَأخَذَتْهمُ)،

<<  <  ج: ص:  >  >>