للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ... (١١٥)

* * *

كلمة الله تعالى حكمه وتدبيره، وما قرره، كما نقول في الكلام الجاري: قال فلان كلمته أي ما قرره وانتهى إليه فمعنى (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ) بعد أن ذكر شأن الكتاب مقترفا بما يقترحون من آيات يسترون بها جحودهم وكفرهم فقُرّرت وسجلت، فالقرآن هو المعجزة التي اختارها حجة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، على المشركين، ومن يجيء بعدهم من أجيال يخاطبهم القرآن الكريم إلى يوم الدين، وكما تحدى العرب يتحداهم أن يأتوا بمثله.

وقوله تعالى: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ) قرئت بقراءة أخرى بالجمع لَا بالمفرد بـ (كلمات ربك) (١) وإسنادها إلى الرب في القراءتين للدلالة على أنه سبحانه وتعالى هو الذي يعلم ما يناسب الأقوام والشرائع من معجزات النبوات، فهو يختار لكل نبي وشريعته، ما يناسبهما.

وقوله تعالى: (صِدْقًا وَعَدْلًا) أي قررت كلمة الله تعالى في القرآن حال كونه صدقا وعدلا أن كل ما فيه عن الله تعالى صدق لَا ريب فيه، وما فيه من أحكام هي العدل والقسطاس المستقيم، ثم أكد الله تعالى تمام كلماته، فقال تعالت حكمته:

(لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ) أي تمت وتقررت كلمة الله الصادقة في القرآن، وأنه العدل والقسطاس ولا مبدل لكلماته، أي فإن الله تعالى لَا يبدل كلماته لأنها الصدق والعدل المستقيم، ولا يمكن أن يكون هناك مبدل لكلمات الله تعالى


(١) (كلمت) على الإفراد، قراءة عاصم وحمزة والكسائي وخلف، ويعقوب، وقرأ الباقون (كلمات) بالف بعد الميم على الجمع. غاية الاختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>